يدي في الكِتاب ورِجْلي في الرِّكاب
قبضةٌ من هواء
حزمةُ من ترابْ
حفنةٌ من ضياءْ
ملأتُ بها سلّتي
صُرّتي للغياب
موْئلي للرحيل
زادِيَ العشبُ والخبزُ والنبتةُ اليانعة
وزوّادتي طينةٌ من سفوحِ الفرات
ألوكُ بها مضغتي
تسامرني العافية
قِربتي ماءُ دجلةَ
ماءً طهوراً بِسحْنتهِ الصافية
أُعَلِّقُها في الرِّكابِ الى حيث أجهلُ
أين اتجاهي
وأين يحطّ بي التيهُ إذ لامكانْ
ايها العابرُ، الضائعُ ، السائحُ ، الحالِكُ الدربَ
أين السبيلُ ؟؟ ، أريدُ أبلّلُ ريقي
قِرْبتي خرُمتْ من سِهامِ الحسود
واليباسُ احتواني
تعفّر خطوي ولا من دليلٍ
الى خان مرجان
أو دجلة النوحِ واللطمِ
أو سوق دانيال
أو تكْيةٍ عند "باب الأغا " أستريح
أو شارع النهر والجمر والصبر والمؤنسات
أريدُ أنام مع الفيءِ ردحاً قصيرا
لأن نشيدي أضاعَ مزاميره
في الحناجر قبل شهيقِ الصدور
وأغنيتي أبغضتْ أهلها ، بدّلتْ شدوها
بين قرْع الصداعِ ونقر الدفوف
بين جوعٍ وعريٍ ونفي
لأن بلاديَ قد أتخمتْ بطنها
تراها تقيءُ على الارض موتى
وتنزف جرحى
فلا مستقرّ ولا هدأةٌ
ولاخيمةٌ أستظلّ بها في الهجير
**************
شهقةٌ من دواء
أعيدُ بها صحْوتي
لأن بلادي غيومٌ وفيضُ رواء
ركزتْ على بركةٍ من دماء
لأن بلادي ربىً عالياتْ
ولوحي رقيمٌ عتيقٌ جليل
نقِيُّ السِّمات
وعقلي مسًلّةْ
وقلبيَ دِفْءٌ وفُـلّة
وأهلي ؛ منازلهمْ في السماء
أعالي الأهِـلة
تستحي أن يطاحَ بأركانِها
وأقوامِها في ركام المذَلَّـةْ
*****************
سلَّتي حُزمةٌ من جنون
موقدي حطبٌ أجردٌ لايلين
لقمة الْجائعين
كلما أوقدوا لهبا
صار بردا وثلْجا
لأن مساري أنيس
سالكٌ دائمٌ واحةُ الضائعين
رفيقي سميرُ الحديث
أنِسْنا العثار
ردمْنا الطريق المخيف
صفونا معاً مثل عذْبِ المَعين
يمازحُنا السّعْدُ والودُّ والوردُ كالعاشقَين
عبرنا الحجونَ
حججْنا بمكّةَ
إحْرامُنا الطهْرُ والصّفْو والأمنيات العِذاب
نسينا الهمومَ الثقال
أضعْنا القلوبَ بأمِّ القرى والحطيم
سيّدي الله ماذا أقول ؟؟
فإني بأحضان بيتك راضٍ قنوع
أرى الماردين تراقبُ خطوي
يريدون سلبَ دواتي
يخطفون يراعي ، كتابي الذي باليمين
كلما سرقوا قلَماً
قلتُ قلبي على ورَقي المستكين
جواد كاظم غلوم